البدعة هي الفعلة المخالفة للسنة، سميت البدعة لأن قائلها ابتدعها من غير مقال إمام، وهي الأمر المحدث الذي لم يكن عليه الصحابة والتابعون، ولم يكن مما اقتضاه الدليل الشرعي.[1]
وهي لغة إحداث شيء لم يكن موجودا من قبل، ومنها اشتقت كلمة الإبداع واصطلاحا في الإسلام، كما عرّفها الشاطبي قال: هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله تعالى اهـ.[2

من خصائص الشريعة الإسلاميّة الغرّاء أنّها جاءت شريعة كاملة، اشتملت على كثيرٍ من الأحكام والتشريعات والمسائل الفقهيّة التي تهمّ الناس في جميع جوانب حياتهم، وإن هذه الخاصيّة هي بلا شك من تمام الدين الذي نصّت عليه الآية الكريمة التي تلاها نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3]
المعالم الرئيسية لتعريف البدعة في الشرع :
1- أن البدعة إحداث في الدين فيخرج بذلك م أحدث من أمور الدين .
2- ان البدعة ليس لها اصل في الشرع يدل عليها .
3- ان البدع كلها مذمومة فلاتوجد بدعة حسنة. أن البدع مصادمة للشريعة مضادة لها فهي مذمومة على أي حال قوله صلى الله عليه وسلم
انواع البدع :
أولا : البدع الاعتقادية :
ومن امثلة البدع الاعتقادية : بدع الخوارج كتكفير مرتكب الكبيرة والمعتزلة كنفيي صفات الله تعالى و غيرهم و هي متفاوتة في الانحراف .
ثانيا : البدع العملية :
هي ان يشرع في الدين عبادة لم يشرعها الله و رسوله وكل عبادة لم يأمر بها الشرع أمر إيجاب أو إستحباب .
1- بدعة في اصل العبادة كإحداث صاة سادسة .
2- ما يكون زيادة في العبادة المشروعة كما لو زيادة ركعة في صلاة الظهر .
3- ما يكون في صفة اداء العبادة كالذكر الجماعي بعد الصلاة .
4- ما يكون بتخصيص وقت للعبادة .
نبذة عن أهل البدع
أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس فيه في مجال العقيدة و العمل ، فهم بعيدون عن منهج أهل السنة و الجماعة بقدر ما أحدثوه من البدع ، و أهل السنة و الجماعة هم الطائفة المنصورة ، و الفرقة الناجية التي تحدث عنها النبي عليه الصلاة و السلام ، فهي الفرقة المتمسكة بالكتاب و السنة ، السائرة على منهج النبي الكريم و صحابته الكرام دون انحراف عنها .

اهل السنه والجماعه في محاربة البدع
إن منهج أهل السنة في التعامل مع أهل البدع و الأهواء هو اعتزالهم ، و عدم التعاون معهم فيما يدعون إليه أو يمارسونه من البدع ، لأن التعاون معهم منهي عنه بعموم قوله تعالى : (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2]. -نظرا لأن أهل البدع من أهل الملة لكنهم خرجوا عن السنة و خالفوا سبيل المؤمنين فإن الأصل نصحهم برفق و معاملتهم بعدل و إنصاف ، و قد يختلف الموقف من البدع باختلاف البدعة ذاتها ، من حيث إنها بدعة مغلظة أو غير مغلظة ، و يمكن أن نعرض هنا لبعض جهود السلف تجاه البدع و المبتدعة :
1- الوصية باتباع السنة والسعي في نشرها ، و التحذير من البدع و المحدثات .
2- إظهار السنة و الدفاع عنها .
3- الرحمة بالخلق من جهة نصحهم و الإشفاق عليهم ، و دعوتهم إلى ما ينفعهم من الاتباع ، و تحذيرهم مما يضرهم من الإحداث و الابتداع .
4- مناظرتهم و تبيين الحق لهم ، كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما مع الخوارج .
5- تأليف الكتب واتخاذ جميع الوسائل المشروعة في الرد على شبهات المبتدعة